قصه النجاح الباهر لعم محمود أكبر نزلاء طره سنا


ولد عم محمود فى ليله حاره من ليالى أغسطس من عام 1928 لأسره رقيقه الحال فى محافظه المنوفيه..نشأ وترعرع فى جمع الدوده من حقول القطن وبرع فى ذلك واظهر أداء غايه فى الروعه بقدراته الفائقه على جمع الدود باستخدام أسنانه فقط دون اى مساعده من يديه او قدميه.
لم يحظ عم محمود باى تعليم من اى نوع طيله حياته حيث كان أقل ذكاء من انثى القوقعه بل كان ينافس بمستوى ذكائه خرطوم الغساله وعبوات المياه الغازيه الفارغه وكان هذا هو السر فى عدم رسوبه المتكرر فى الصف الأول الابتدائى ل 6 سنوات متتاليه ليتخرج وهو ابن ال12 عاما ويشق طريقه لكسب لقمه العيش..تمكن والد عم محمود من تثبيته بشريط لاصق على احد جوانب القطار المتجه الى القاهره ليتخلص منه وهناك فى القاهره بدأت حياته العمليه الحقيقيه حيث عمل فى جميع المهن المعروفه وغير المعروفه وكان دوما ما يبهر زملائه واصحاب العمل بسرعه بديهته واتقانه للصنعه فى وقت قياسى لكن دائما ماتكون نهايته فى كل عمل بنفس الطريقه وهى علقه موت يتلقاها من صاحب العمل شخصيا تقديرا لجهوده ثم ركله فى منتصف مؤخرته تقذفه الى منتصف الطريق مغشيا عليه تحت اقدام الماره قبل ان يوقظه احدهم ويجد له مكان اخر للعمل او يأخذه للعمل معه كصبى ان كان يحتاج واحدا.
لكن سرعان ماتتكرر نفس الاحداث السابقه من نجاح منقطع النظير فى العمل ثم شكر وثناء من صاحب العمل مع الهديه المعتاده وهى ركله تفقده الوعى تحت اقدام الماره..الى ان قرر عم محمود ان العمل عند الناس لم يعد يناسبه -خصوصا مع تجاوزه سن الخمسين - وانه يجب ان يعمل منفردا لتحقيق النجاح الذى يحلم به منذ نعومه اظافره.
جرب العمل فى كل شئ لكن لم يحالفه الحظ ابدا فسرعان ماكان يخسر الاموال التى جمعها من التسول وأستعطاف الماره ليبدأ التسول من جديد الى ان فكر فى انشاء مشروع مصنع ملابس صغير بعد ان شاهد اعلان يعرض على شاشه التلفاز عندما كان يتسكع جوار احد المقاهى فيصف تلك اللحظه قائلا
"كنت ضائعا تماما لا أملك سروالا داخليا حتى عندما كنت اتمرغ تحت اقدام بعض الاشخاص لأقنع احدهم بأعطائى لفافه تبغ فى مقهى قريب من خرابه صغيره كنت اقيم بها..كان الامر أشبه بالحلم شخص انيق يرتدى بذله كحلى يتحدث عن ان طلعت حرب رجع وانهم يمنحون قروضا لتنفيذ مشروعات الشباب - مثلى - وشخصا فى الخلفيه حوله ماكينات الخياطه تجلس عليها الفاتنات بينما هو يعد فى رزمه اموال ضخمه تأكدت حينها ان هذا هو مشروعى الذى احلم به وان ذلك القرض هو فرصتى التى لطالما كانت حلما يراودنى ليل نهار"
وفى اليوم التالى توجه عم محمود الى اقرب فرع لذلك البنك الذى رآه فى الاعلان متانقا كعادته..عبر مدخل البنك قبل ان يوقفه موظف الامن فيحاول عم محمود اقناعه بانه مجرد عميل للبنك فينظر الموظف فى شك الى هيئته الرثه ثم يطلب منه المغادره بلطف..هنا شعر عم محمود بان امله قد يتحطم بسبب موظف امن مغفل على مايبدو..فيقرر ان يحطم انفه وبضعه اسنان بضربه مباشره برأسه الاصلع الى وجه الموظف قبل ان يحكم هو حلمه..هكذا ترى عم محمود محاط ببعض رجال الامن ثم اساور معدنيه تحيط معصمه ثم جلسه قضائيه لينتهى به الامر نزيل فى سجن طره ليحصل على مكان افضل من بيته القديم للمبيت وثلاثه وجبات يوميا وملابس زرقاء لطيفه واصدقاء جدد.